سرطان عنق الرحم: الوقاية والأعراض والعلاج.

 

مرض السكري وأيام المرض: كيف يؤثر المرض على مستويات السكر وطرق إدارته بشكل فعّال.

 

     يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من مرض السكري، الذي يتطلب التزاماً يومياً وإدارة دقيقة لمستويات السكر في الدم، خاصةً في أوقات المرض. تُعتبر "أيام المرض" تحدياً إضافياً لمرضى السكري، حيث أن الإصابة بأي مرض طارئ مثل نزلات البرد أو الالتهابات قد يؤثر بشكل كبير على مستويات السكر في الدم، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال عدم التعامل معه بشكل صحيح. في هذا المقال، سنتناول تأثير المرض على مرضى السكري، وكيفية إدارة السكر في الدم خلال هذه الأيام، وأفضل الاستراتيجيات لتجنب المضاعفات، وذلك بهدف تعزيز الصحة العامة لمريض السكري خلال فترات المرض.

1-   تأثير المرض على مستويات السكر في الدم:

    يُعد الجسم في وضع ضعيف عندما يتعرض لأي عدوى أو مرض، وغالباً ما يؤدي هذا إلى تغيرات هرمونية، حيث يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين لمكافحة المرض. ومع ذلك، تؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة مستويات السكر في الدم. قد يعاني مريض السكري من ارتفاع كبير في مستويات السكر حتى إذا لم يكن يتناول طعامًا كالمعتاد، وهذا يسبب حالة تُعرف باسم "الكيتوأسيدوز السكري" لدى مرضى السكري من النوع الأول، أو حتى ارتفاع السكر الحاد لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ومن هنا تظهر الحاجة إلى إدارة فعالة لمستوى السكر في الدم خلال المرض.

2-   كيف تتعامل مع مرض السكري خلال أيام المرض:

- مراقبة مستويات السكر بشكل متكرر:

   يُنصح بمراقبة مستويات السكر في الدم بشكل أكثر تكرارًا خلال أيام المرض، وذلك للتحقق من التغيرات التي قد تحدث نتيجة المرض. يُفضل قياس السكر كل 3-4 ساعات على الأقل، وفي بعض الحالات الحادة قد تحتاج إلى زيادة التكرار. هذه الخطوة تساعد في تجنب أي ارتفاع غير متوقع في مستويات السكر، ويمكن من خلال المتابعة المنتظمة اتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل مع المشكلة.

- الاهتمام بجرعات الأنسولين أو الأدوية الخافضة للسكر:

   قد يحتاج المريض إلى تعديل جرعات الأنسولين أو الأدوية الخافضة للسكر خلال المرض. يجب مراجعة الطبيب أو المرشد الصحي قبل تعديل الجرعة، لأن ذلك يعتمد على مستوى السكر في الدم وحالة المريض الصحية العامة. بعض المرضى يحتاجون إلى جرعة إضافية من الأنسولين خلال أيام المرض، خاصةً إذا كان مستوى السكر مرتفعاً بشكل كبير.

- شرب السوائل بانتظام:

   الحفاظ على مستوى جيد من الترطيب أمر بالغ الأهمية خلال أيام المرض، لأن ارتفاع السكر في الدم يؤدي إلى زيادة فقدان السوائل عن طريق التبول المتكرر. يمكن أن يساعد شرب الماء أو السوائل الخالية من السكر مثل الحساء أو الماء المنكه في منع الجفاف. يُنصح بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها قد تزيد من فقدان السوائل.

- التغذية السليمة خلال أيام المرض:

   يجب على مرضى السكري تناول الكربوهيدرات البسيطة التي يمكن أن تمد الجسم بالطاقة الضرورية للحفاظ على مستوى السكر. في حال عدم القدرة على تناول الطعام الصلب، يمكن تناول الحساء أو العصائر الطبيعية بدون سكر مضاف. هذا يساهم في تجنب انخفاض مستوى السكر في الدم ويُعتبر مهماً لضمان توازن مستويات الطاقة خلال المرض.

- معرفة الأعراض التحذيرية للحماض الكيتوني السكري:

   من المهم جداً التعرف على أعراض الحماض الكيتوني السكري، خاصةً عند مرضى السكري من النوع الأول. من بين الأعراض الشائعة: زيادة العطش، والغثيان، والتبول المتكرر، وتغييرات في التنفس. في حال ظهور هذه الأعراض، يجب على المريض مراجعة الطبيب على الفور، إذ يمكن أن تكون هذه الحالة خطيرة جداً إذا لم يتم التعامل معها سريعاً.

3-   كيفية التحضير لأيام المرض:

- إعداد خطة طوارئ:

   يُفضل أن يكون لدى مريض السكري خطة طوارئ للتعامل مع أي مرض. هذه الخطة يجب أن تشمل قائمة بالأدوية المسموح بها وأخرى بالأطعمة المسموح بتناولها، ومعلومات عن كيفية تعديل جرعات الأنسولين أو الأدوية الخافضة للسكر، إضافة إلى أرقام الطوارئ للأطباء أو المرشدين الصحيين.

- التأكد من توفر الأدوية والمستلزمات الضرورية:

   يجب التأكد من توفر ما يكفي من الأدوية مثل الأنسولين، أو الأدوية الخافضة للسكر، وأجهزة قياس السكر، ومستلزمات حقن الأنسولين. يمكن أن يُسبب نقص هذه الأدوات مشاكل صحية للمريض ويزيد من خطر التعرض للمضاعفات خلال أيام المرض.

- الحصول على المشورة الطبية عند الحاجة:

   من الجيد التواصل مع الطبيب أو المرشد الصحي عند حدوث أي تغيير مفاجئ في مستوى السكر، أو ظهور أعراض غير اعتيادية، فهذا يضمن أن المريض يحصل على التوجيه الصحيح. يُعتبر الدعم الطبي ضرورياً خلال أيام المرض لضمان أن المريض يتخذ الخطوات الصحيحة ويجنب أي مضاعفات محتملة.

4-   نصائح إضافية للتعامل مع مرض السكري خلال أيام المرض:

• - الراحة الكافية: يساعد الراحة على تعزيز نظام المناعة ويقلل من التوتر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع السكر.
• - تجنب الأطعمة السكرية: الامتناع عن الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة يمنع الارتفاع المفاجئ للسكر.
• - التزام بالأدوية الأخرى بحذر: تجنب الأدوية التي قد تحتوي على مكونات ترفع السكر دون استشارة الطبيب.

خاتمة:

      إن إدارة مرض السكري خلال أيام المرض تتطلب اهتمامًا خاصًا ومتابعة دقيقة لتجنب المضاعفات. عن طريق مراقبة السكر بانتظام، والالتزام بالعلاج المناسب، والتغذية السليمة، يمكن لمرضى السكري الحفاظ على مستويات السكر ضمن النطاق الصحي وتجنب المضاعفات. التحدث مع الطبيب ووضع خطة طوارئ مسبقاً قد يكونان من أفضل الخطوات للتمكن من مواجهة أي مرض عارض بفعالية، والحفاظ على الصحة العامة.

تعديل المقال