داء السكري: مقال شامل

 داء السكري:  مقال شامل



مقدمة:

     داء السكري هو مرض مزمن يتميز بارتفاع مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم. يحدث ذلك نتيجة خلل في انتاج أو استخدام هرمون الأنسولين، الذي ينتج في البنكرياس. ويعد الانسولين مفتاحا رئيسيا يسمح للجلوكوز بدخول الخلايا لاستخدامه كطاقة. وفي حالة الإصابة بالسكري، إما أن الجسم لا ينتج كمية كافية من الأنسولين، أو أن الخلايا لا تستجيب بشكل صحيح لهذا الهرمون. وفي هذا المقال الشامل سنتناول العناصر الآتية:

  • أنواع داء السكري.
  • أسباب الإصابة بمرض السكري.
  • أعراض داء السكري.
  • مضاعفات السكري.
  • تشخيص داء السكري.
  • علاج مرض السكري.
  • طرق الوقاية من داء السكري.

1- أنواع داء السكري:

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من داء السكري، وهي: النوع الأول، النوع الثاني، وسكري الحمل.

النوع الأول:

   النمط الأول من السكري يعرف أيضا بالسكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في سن مبكرة. ويحدث هذا النوع عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. ويحتاج المرضى إلى حقن الأنسولين بشكل دائم للسيطرة على مستويات السكر في الدم.

النوع الثاني:

   أما النمط الثاني من السكري فيعد الأكثر شيوعا، ويحدث عندما يصبح الجسم مقاوما للأنسولين أو عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية منه. هذا النوع يرتبط غالبا بأسلوب الحياة غير الصحي، مثل السمنة، قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون. ويمكن في بعض الأحيان التحكم فيه من خلال تغيير نمط الحياة أو باستخدام الأدوية.

النوع الثالث (سكري الحمل):

   ويظهر هذا النمط الثالث لدى بعض النساء. على من أنه غالبا ما يختفي بعد الولادة، إلا أنه يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثالث في وقت لاحق من الحياة لكل من الأم والطفل.

2- أسباب الإصابة بداء السكري:

العوامل المؤدية إلى الإصابة بداء السكري تختلف بناء على كل نوع:

  1. النوع الأول: السبب الدقيق غير معروف، لكن يعتقد أن العوامل الوراثية والمناخية تلعب دورا كبيرا في تدمير خلاليا البنكرياس.
  2. النوع الثاني: العوامل الرئيسية هي الوراثة، السمنة، وقلة النشاط البدني. هذه العوامل تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، أو نقص في إفرازه.
  3. النوع الثالث (سكري الحمل): يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية أثناء الحمل التي تجعل الجسم أقل حساسية للأنسولين.

3- أعراض داء السكري:

هناك أعراض ومظاهر مشتركة لأنماط (أنواع) داء السكري الثلاث، نجملها فيما يلي:

  • العطش الشديد.
  • التبول المتكرر.
  • الجوع المستمر.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • التعب والإرهاق.
  • ضبابية الرؤية.

   وفي حالة السكري من النوع الأول، قد تظهر الأعراض بسرعة وبحدة، في حين أن أعراض النوع الثاني تظهر تدريجيا وقد تكون أقل وضوحاً.

4- ما هي أعراض مرض السكري في بدايته؟

     بخصوص أعراض مرض السكري في بدايته قد تكون خفيفة وتدريجية، وقد يمر البعض دون ملاحظة هذه الأعراض. وهذه الأعراض أشرنا إليها أعلاه، ولكن يمكن أن نضيف إليها ما يلي:

  • بطء التئام الجروح: تستغرق الجروح والكدمات وقتاً أطول للشفاء.
  • العدوى المتكررة: يمكن أن يعاني الشخص من التهابات متكررة، مثل التهابات الجلد أو التهابات المسالك البولية.

5- مضاعفات داء السكري:

   وفي حال عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم، يمكن أن يؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة تشمل:

  1. مشاكل القلب والأوعية الدموية: مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
  2. الاعتلال العصبي: يمكن أن يؤدي ارتفاع السكر المزمن إلى تلف الأعصاب.
  3. الاعتلال الكلوي: ضعف وظائف الكلى قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
  4. اعتلال الشبكية: يمكن أن يؤثر على البصر، وقد يؤدي إلى العمى.
  5. القدم السكرية: تزداد احتمالية الإصابة بالقرحات والالتهابات في القدمين، وقد يؤدي ذلك إلى البتر في الحالات الشديدة. 

6- تشخيص داء السكري:

يعتمد تشخيص داء السكري على عدة فحوصات منها:

  1. فحص السكر العشوائي: يقيس مستوى السكر في الدم في أي وقت.
  2. فحص السكر الصائم: يقيس السكر بعد صيام 8 ساعات على الأقل.
  3. اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: يقيس استجابة الجسم للجلوكوز.
  4. فحص الهيموغلوبين: (A1c) يقيس متوسط مستويات السكر في الدم على مدى 2- 3 أشهر.

7- علاج داء السكري:

يعتمد علاج السكري حسب كل نوع:

  • النوع الأول: العلاج الأساسي هو الأنسولين. كما يجب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • النوع الثاني: يعتمد العلاج على تحسين نمط الحياة، بما في ذلك الحمية الغذائية والتمارين الرياضية. وقد يحتاج المريض إلى أدوية لخفض السكر، أو حقن الأنسولين في بعض الحالات.
  • النوع الثالث (سكري الحمل): يتطلب مراقبة دقيقة لمستويات السكر، وعادة ما يمكن التحكم به من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وفي بعض الحالات، قد يكون الأنسولين ضرورياً.

8- الوقاية من داء السكري:

يمكن الوقاية من داء السكري من النوع الثاني عبر:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • اتباع نظام غذائي متوازن قليل الدهون والسكريات وغني بالألياف.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الفحص الدوري لمستويات السكر في الدم للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.

9- هل مرض السكري خطير؟

   مرض السكري يمكن أن يكون خطيراً إذا لم يدار بشكل جيد. ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، مشاكل في الكلى، فقدان البصر، والتلف العصبي. لكن مع الرعاية الجيدة والالتزام بالعلاج، يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بالسكري أن يعيشوا حياة صحية وطبيعية.

الخلاصة:

  إن داء السكري مرض مزمن، لكنه قابل للإدارة والتحكم. فالتوعية والتشخيص المبكر يمكن أن يقللا من خطر المضاعفات. وتبني نمط حياة صحي هو المفتاح الرئيسي للوقاية والسيطرة على المرض.

تعليقات