التهاب المرارة: الأسباب، الاعراض، والعلاج
مقدمة: ما هو التهاب المرارة ؟
التهاب المرارة هو حالة مرضية تحدث عندما يصاب
كيس المرارة بالالتهاب. والمرارة عبارة عن عضو صغير تحت الكبد، ووظيفته تخزين
العصارة الصفراوية التي تساعد في هضم الدهون. وفي حال انسداد في تدفق العصارة
الصفراوية، يؤدي ذلك إلى التورم والالتهاب في المرارة، وهو المعروف بالتهاب
المرارة.
وفي هذا المقال، سنقوم بتناول أسباب التهاب
المرارة، والأعراض التي قد تواجهها، وكذا طرق العلاج المتاحة، مع التركيز على
أهمية الكشف المبكر للحالة.
1- أسباب التهاب المرارة:
ثمة
الكثير من الأسباب المؤدية لالتهاب المرارة، ومن أبرزها:
- حصوات المرارة: بحيث تعتبر حصوات المرارة السبب الرئيسي والأكثر شيوعاً لالتهاب المرارة. والحصوات تتكون من مواد مثل الكوليسترول، أو الأملاح الصفراوية التي تتراكم داخل المرارة، الشيء الذي يسبب انسداد القنوات المرارية، وهذا ما يؤدي إلى الالتهاب.
- العدوى: يمكن أن تسبب العدوى البكتيريا في التهاب المرارة، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
- إصابة أو
مرض: التعرض لإصابة في
البطن أو حالات طبية أخرى مثل مرض السكري، قد يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث التهاب
المرارة.
- الأورام: وفي حالات نادرة، يمكن أن تؤدي الأورام إلى انسداد القنوات الصفراوية، الشيء الذي يسبب التهاب المرارة.
2- أعراض التهاب المرارة:
ومن أجل
تجنب تفاقم الحالة، فمن المهم التعرف على أعراض التهاب المرارة، ومن أبرزها:
- ألم حاد
في الجزء العلوي الأيمن من البطن: يمكن أن يبدأ الألم فجأةً ويستمر لبضع ساعات. وقد ينتقل هذا الألم إلى
الكتف الأيمن أو الظهر.
- الغثيان
والتقيؤ: غالباً ما قد يصاحبان
الألم، ويمكن أن يكونا مزعجين جداً.
- الحمى: كذلك ارتفاع درجة الحرارة هو علامة على وجود التهاب في الجسم.
- اليرقان: أيضا إذا كانت القنوات الصفراوية مسدودة تماماً، قد يصبح الجلد
والعينان أصفرا اللون، وهذه الحالة تسمى اليرقان.
- انتفاخ
البطن: من الممكن أن يشعر
المريض أيضاً بالانتفاخ وعدم الراحة في منطقة البطن.
3- تشخيص التهاب المرارة:
وفي حالة ظهور الأعراض المذكورة، فمن الضروري
استشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب. وعادة ما يعتمد التشخيص على التدابير
التالية:
- الفحص
السريري: ويمكن للطبيب أن
يشعر بالضغط والألم في منطقة المرارة.
- اختبارات
الدم: وهدفها الكشف عن مدى
وجود أي عدوى أو التهابات.
- التصوير
بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: وهذا النوع من التصوير يستخدم لرؤية الحصوات، أو أي علامات تشير إلى
انسداد القنوات المرارية.
4- علاج التهاب المرارة:
أما
بالنسبة لعلاج التهاب المرارة فيختلف حسب درجته، وخيارات العلاج تشمل:
العلاج
الطبي: - وفيه يتم وصف المضادات الحيوية إذا كانت
العدوى هي السبب – وقد تستخدم مسكنات الألم من أجل تخفيف الألم الحاد.
الصوم: أما في بعض الحالات، فينصح بالصوم لبضعة أيام لمنح المرارة فرصة
للراحة وتقليل الالتهاب.
الجراحة: وتتم عن طريق:
- استئصال المرارة: وذلك في الحالات الشديدة أو المزمنة يكون الاستئصال هو الخيار الأفضل. ويمكن إجراء هذه الجراحة باستخدام المنظار أو عن طريق الجراحة التقليدية.
- تفريغ المرارة: حيث في بعض الحالات يتم تفريغ السوائل المتراكمة في المرارة باستخدام أنبوب خاص.
التغييرات
في نمط الحياة: بعد التعافي من
التهاب المرارة، ينصح عادة بتجنب الأطعمة والثقيلة. كما يجب أيضاً تبني نظام غذائي
صحي يعتمد على تناول الألياف والفواكه والخضروات.
5- مضاعفات التهاب المرارة:
أما في
حالة عدم علاج التهاب المرارة في الوقت المناسب، فذلك يؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة،
مثل:
- الغرغرينا: وهذه الحالة تحدث عندما تتضرر المرارة بسبب نقص تدفق الدم إليها.
- انفجار
المرارة: ومن المحتمل أن تؤدي
العدوى الشديدة إلى انفجار المرارة، وهو أمر يتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً.
- التهاب البنكرياس:
ومن المحتمل أيضاً أن
تنتقل العدوى إلى البنكرياس، مما يسبب التهاباً حاداً فيه.
6- الوقاية من التهاب المرارة:
ومن أجل
تقليل خطر الإصابة بالتهاب المرارة، فيمكن اتباع بعض الارشادات الوقائية، مثل:
- الحفاظ
على وزن صحي: ذلك أن السمنة تزيد
من احتمالية تكوين حصوات المرارة.
- اتباع
نظام غذائي متوازن: فالأطعمة
الغنية بالألياف وقليلة الدهون تساعد على تقليل خطر تكوين الحصوات.
- ممارسة الرياضة بانتظام: فالنشاط البدني والرياضي يحسن من عملية الهضم ويقلل من تكوين الحصوات.
الخلاصة:
إن التهاب المرارة حالة مرضية قد تكون مؤلمة
وخطيرة إذا لم تعالج بشكل مناسب. ويعتبر الكشف المبكر والعلاج المناسب من أهم
العوامل لتجنب المضاعفات. وإذا كان الشخص يعاني من أعراض مثل الألم الحاد في البطن
أو الغثيان، فيجب أن لا يتردد في زيارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج
اللازمين.