تشمع الكبد: الأسباب، الأعراض، والعلاج.

تشمع الكبد: الأسباب، الأعراض، والعلاج

 

مقدمة:

    يعتبر تشمع الكبد (Cirrhosis) حالة مرضية مزمنة تصيب الكبد وتؤدي إلى تدمير أنسجته بشكل تدريجي، الشي الذي يؤثر على وظائفه الحيوية. ويعتبر هذا المرض من أكثر أمراض الكبد خطورة، ويزداد انتشاره بشكل كبير وملحوظ عبر العالم. ومن خلال هذا المقال سنتناول أسباب تشمع الكبد، والأعراض الشائعة، وطرق العلاج المتاحة.

ما هو تشمع الكبد؟

   إن تشمع الكبد هو مرحلة متقدمة من أمراض الكبد المزمنة التي تؤدي إلى تليف الأنسجة الطبيعية للكبد، واستبدالها بنسيج ليفي غير قادر على أداء وظائف الكبد بشكل صحيح وسليم. ويؤدي هذا التلف التدريجي إلى تقليل قدرة الكبد على أداء وظائفه الرئيسة مثل التخلص من السموم، وإنتاج البروتينات الضرورية، وكذا تخزين الفيتامينات والمعادن.

أسباب تشمع الكبد:

  الأسباب الرئيسة لتشمع الكبد تشمل عوامل متنوعة تؤدي إلى تلف الكبد على مدى عدة سنوات. ومن أهم هذه الأسباب نجد:

  1. التهاب الكبد الفيروسي: إن التهاب الكبد المزمن B و C يعتبر من الأسباب الرئيسة لتشمع الكبد، بحيث يؤدي إلى التهاب مستمر في أنسجة الكبد، مما يسبب تشمع الكبد. ويعرف هذا النوع بتشمع الكبد الكحولي.
  2. مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): بحيث إن تراكم الدهون في الكبد بسبب السمنة أو مرض السكري يمكن أن يؤدي إلى التهاب وتليف الكبد.
  3. أمراض الكبد الوراثية: ذلك أن هناك بعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى تراكم مواد معينة في الكبد، مثل داء ويلسون الذي يسبب في تراكم النحاس، أو داء ترسب الأصبغة الدموية الذي يؤدي إلى تراكم الحديد.
  4. انسداد القنوات الصفراوية: حيث أن انسداد القنوات الصفراوية بسبب أمراض مثل التليف الصفراوي الأولي يؤدي إلى تشمع الكبد نتيجة عدم قدرة الكبد على التخلص من السموم.

أعراض تشمع الكبد:

   فيما يخص علامات أو مظاهر تشمع الكبد، فهي تختلف تبعاً لمرحلة المرض، ومدى التلف الذي لحق الكبد. وفي المراحل المبكرة فإنه قد لا تظهر أي أعراض واضحة، ولكن مع تفاقم الحالة، يمكن أن تظهر الأعراض الآتية:

  • الإرهاق المستمر: بحيث يشعر المريض بتعب مستمر، وإرهاق دون سبب واضح.
  • فقدان الشهية والوزن: كما أن المريض قد يفقد رغبته في تناول الطعام، مما يسبب في فقدان الوزن بشكل غير مفهوم.
  • اليرقان: وهو اصفرار الجلد والعينين نتيجة تراكم مادة البيليروبين في الدم.
  • تضخم البطن: بحيث قد يحدث تجمع للسوائل في منطقة البطن، وهو المعروف باسم الاستسقاء.
  • نزيف وظهور كدمات بسهولة: وهذا نتيجة انخفاض عدد الصفائح الدموية، وعدم قدرة الكبد على إنتاج البروتينات المسؤولة عن التجلط.
  • الحكة الجلدية: قد يعاني المريض أيضاً من حكة مستمرة بسبب تراكم السموم في الجسم.

مضاعفات تشمع الكبد:

   وإذا لم يعالج تشمع الكبد في مراحله الأولى، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها:

  1. الفشل الكبدي: وهي المرحلة التي لا يستطيع فيها الكبد أداء وظائفه الحيوية.
  2. دوالي المريء: زيادة الضغط في الأوردة المحيطة بالكبد، يمكن أن تتسبب في تضخم الأوردة في المريء، مما يزيد من خطر النزيف.
  3. سرطان الكبد: يمكن أيضاً أن تزيد فرص الإصابة بسرطان الكبد لدى مريض تشمع الكبد.

علاج تشمع الكبد:

    أما فيما يخص خيارات العلاج فهي تعتمد على مرحلة المرض وسببه الأساسي. وبالرغم من أنه لا يمكن علاج التف الذي لحق بالكبد بشكل نهائي، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تقليل تفاقم المرض، وتخفيف أعراضه:

  • إدارة السبب الأساس: فإذا كان السبب هو التهاب الكبد الفيروسي، فيمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات. أما إذا كان السبب هو استهلاك الكحول، فينبغي التوقف عن شربه بشكل عاجل وفوري.
  • اتباع نظام غذائي صحي: حيث ينبغي للمريض بتشمع الكبد اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمالحة.
  • الأدوية: كما يمكن وصف بعض الأدوية من أجل المساعدة في تقليل تراكم السوائل في الجسم، مثل مدرات البول، أو الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأعراض الأخرى. ووجب التنبيه على أنه يمنع تناول أي دواء تلقائياً، بل عن طريق وصفة طبية مقدمة من طرف طبيب مختص.
  • زرع الكبد: أما في الحالات المتقدمة التي لا يستجيب فيها المريض للعلاج، قد يبقى الخيار الأخير والوحيد هو زرع الكبد.

الوقاية من تشمع الكبد:

   وللوقاية من مرض تشمع الكبد، فالأطباء ينصحون باتباع الإجراءات التالية:

  1. تجنب تناول الكحول: الامتناع عن تناول الكحول، أو على الأقل التقليل منه بشكل كبير إذا لم يستطع الشخص الإقلاع عنه، على أمل الإقلاع عنه نهائياً.
  2. التطعيم ضد التهاب الكبد: أي التطعيم ضد فيروسات التهاب الكبد B وC، وهو إجراء يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بتشمع الكبد.
  3. اتباع نظام غذائي صحي: بمعنى الحرص على تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم من أجل الحد من تراكم الدهون في الكبد.

خاتمة:

    يعتبر تشمع الكبد من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على حياة المرضى بشكل كبير. لذلك من اللازم أن يتم التشخيص المبكر، واتباع الإرشادات الطبية من أجل تجنب تطور المرض، والوصول لمضاعفات خطيرة.

الإجابة عن الأسئلة الشائعة:

ما الفرق بين تليف الكبد، وتشمع الكبد؟

     تليف الكبد يشير إلى تكون أنسجة ندبية في الكبد نتيجة تلف مزمن، ويحدث في مراحل مبكرة من أمراض الكبد. وفي هذه المرحلة قد يكون الكبد لا يزال قادراً على أداء بعض وظائفه.

    أما تشمع الكبد فهو مرحلة أكثر تقدماً من تليف الكبد، حيث يصبح التلف واسع النطاق، وتتكون كميات كبيرة من الأنسجة الندبية. وفي هذه المرحلة كذلك يكون الكبد غير قادر على أداء وظائفه بشكل فعال، الشي الذي يؤدي إلى فشل الكبد.

ما هي أعراض تشمع الكبد عند النساء؟

    الأعراض هي: الإرهاق المستمر، فقدان الشهية والوزن، انتفاخ البطن (الاستسقاء)، اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، نزيف وظهور كدمات بشكل سهل، تغيرات هرمونية مثل تغيرات واضطرابات في الدورة الشهرية، الحكة الجلدية، تورم الساقين.

ما هي أسباب تشمع الكبد عند النساء؟

   الأسباب هي: الإفراط في تناول الكحول، التهاب الكبد الفيروسي (خاصة B وC)، مرض الكبد الدهني غير الكحولي، الأمراض المناعية الذاتية مثل التهاب الكبد المناعي، هناك أيضاً الأمراض الوراثية مثل داء ويلسون أو داء ترسب الأصبغة الدموية، كذلك تفاعلات الأدوية، أو التعرض المزمن للسموم.

كم يعيش مريض تشمع الكبد؟

    إن مدة حياة مريض تشمع الكبد تعتمد على مدى تقدم المرض والعلاج المتبع. وفي المراحل المبكرة ومع العلاج المناسب، يمكن أن يعيش المريض لسنوات عدة. أما في المراحل المتقدمة وفي حالة عدم زرع الكبد، فقد تتراوح مدة الحياة بين 1 إلى 3 سنوات.

هل تشمع الكبد يسبب الوفاة؟

    نعم، فتشمع الكبد يمكن أن يسبب الوفاة إذا تقدم إلى مراحل متقدمة، وأدى إلى فشل الكبد، أو مضاعفات خطيرة، مثل النزيف الداخلي، أو سرطان الكبد.

ما هي أعراض تشمع الكبد البسيط؟

   غالباً تكون غير واضحة، ولكن قد تشمل:

إرهاق خفيف، فقدان الشهية، اضطرابات هضمية، انتفاخ بسيط في البطن، ألم خفيف في الجانب الأيمن العلوي من البطن.

إقرأ أيضاً:

تعليقات