سرطان البنكرياس: الأعراض، الأسباب والعلاج.

سرطان البنكرياس: الأعراض، الأسباب والعلاج

 

مقدمة:

    سرطان البنكرياس يعتبر من أخطر أنواع السرطانات، وأكثرها تعقيداً، حيث يصعب اكتشافه في مراحل مبكرة، ويتميز بسرعة انتشاره. ويقع عضو البنكرياس خلف المعدة، وله دور كبير في إنتاج الإنزيمات الهاضمة والهرمونات المنظمة لسكر الدم مثل الإنسولين. وحينما ينشأ ورم خبيث في البنكرياس، فإنه غالباً ما يكون في مرحلة متقدمة قبل ظهور أعراض واضحة، الشيء الذي يجعل علاجه تحدياً كبيراً.

أسباب وعوامل خطر سرطان البنكرياس:

    بالرغم من أن السبب الدقيق لسرطان البنكرياس غير معروف بشكل قاطع، فهناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به. ومن بين هذه العوامل:

  1. التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة مصابين بسرطان البنكرياس، فهم يكونون أكثر عرضة للإصابة.
  2. التدخين: يعتبر التدخين من أبرز عوامل الخطر المسببة للسرطان بشكل عام، وسرطان البنكرياس بشكل خاص.
  3. السمنة: السمنة هي الأخرى تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، نتيجة التأثير السلبي على التوازن الهرموني، ووظائف البنكرياس.
  4. التهاب البنكرياس المزمن: ويرتبط هذا الالتهاب والذي ينتج عن شرب الكحول أو أمراض أخرى، بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
  5. السكري: بالرغم من أن العلاقة بين السكري وسرطان البنكرياس ليست واضحة تماماً، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.

أعراض سرطان البنكرياس:

   يتميز سرطان البنكرياس بأنه غالباً ما يكون صامتاً في مراحله الأولى، الشي الذي يجعل من الصعب اكتشافه قبل أن يصل إلى مراحل متقدمة. لكن عندما يبدأ في إظهار أعراض، فقد تبدو كما يلي:

  • ألم في البطن أو الظهر: وينتج عن ضغط الورم على الأعضاء المحيطة به.
  • فقدان الوزن غير المبرر: حيث يرتبط بضعف القدرة على الهضم نتيجة خلل في إنتاج الإنزيمات الهاضمة.
  • اليرقان: حيث أن اصفرار الجلد، وبياض العينين يكون نتيجة انسداد القنوات الصفراوية.
  • الغثيان والتقيؤ: ويكون نتيجة تأثير الورم على المعدة والامعاء.
  • تغيرات في لون البراز والبول: حيث أن البراز قد يصبح شاحباً بسبب قلة تدفق العصارة الصفراوية، والبول قد يصبح داكناً.

تشخيص سرطان البنكرياس:

   يعتبر التشخيص المبكر لسرطان البنكرياس أمراً بالغ الصعوبة بالنظر لعدم وجود أعراض واضحة في مراحله الأولى. ويتم التشخيص عادةً باستخدام تقنيات التصوير، مثل:

  1. الأشعة المقطعية (CT scan): من أجل تحديد حجم وموقع الورم.
  2. التصوير بالرنين المغناطيسي: (MIR): والذي يقدم تفاصيل دقيقة حول الأنسجة والأورام.
  3. الأشعة فوق الصوتية التنظيرية: والتي تسمح للأطباء برؤية الأورام في مراحلها المبكرة.
  4. التحاليل الدموية: ومن خلالها يتم قياس مستويات بعض المواد الكيميائية التي قد تشير إلى وجود السرطان.

العلاجات المتاحة لسرطان البنكرياس:

   وترتكز الخيارات العلاجية لسرطان البنكرياس على مرحلة اكتشاف المرض، وحالة المريض الصحية. وتشمل العلاجات المتاحة ما يلي:

  • الجراحة: تعتبر الخيار الأول إذا تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، حيث يتم استئصال الورم بالكامل أو جزء من البنكرياس.
  • العلاج الكيميائي: والذي يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية، أو تقليص حجم الورم قبل الجراحة.
  • العلاج الإشعاعي: حيث يمكن استخدامه بالتوازي مع العلاج الكيميائي من أجل تدمير الخلايا السرطانية المتبقية.
  • العلاجات الموجهة: وهي أدوية حديثة تستهدف البروتينات والجينات التي تساعد على نمو الخلايا السرطانية.

الوقاية والتقليل من مخاطر سرطان البنكرياس:

من أجل الوقاية من سرطان البنكرياس، فمن المهم اتباع نمط حياة صحي، والذي يشمل ما يلي:

  1. الإقلاع عن التدخين: فالتدخين يعتبر عامل خطر كبير يمكن تجنبه.
  2. الحفاظ على وزن صحي: لأن السمنة تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.
  3. النظام الغذائي: من الضروري اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه وتقليل تناول الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة.
  4. ممارسة الرياضة: لأن النشاط البدني المنتظم يساعد في الحفاظ على توازن الجسم الصحي.

الخاتمة:

   يعتبر سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطانات تحدياً من ناحية التشخيص والعلاج. والتطورات الطبية المعاصرة تساهم في تحسين النتائج السريرية لبعض المرضى، غير أن الكشف المبكر والوقاية يظلان أفضل السبل لمكافحة هذا المرض. وعلى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة الاهتمام أكثر بالفحص الدوري، واتخاذ خطوات للحفاظ على صحتهم.

تعليقات