طرق وآليات تشخيص القولون العصبي
مقدمة:
متلازمة القولون
العصبي (Irritable Bowel Syndrome - IBS) هي اضطراب شائع يصيب الجهاز الهضمي، ويتميز بأعراض مثل آلام البطن،
الانتفاخ، والتغيرات في عادات الإخراج (إسهال، إمساك أو كلاهما بالتناوب). على
الرغم من شيوع هذه المتلازمة، إلا أن تشخيصها ليس بالأمر السهل نظرًا لتشابه
أعراضها مع العديد من الحالات الأخرى، وعدم وجود اختبار تشخيصي محدد وواضح
لمتلازمة القولون العصبي. لهذا السبب، يعتمد التشخيص عادة على استبعاد الحالات
الأخرى واستخدام مجموعة من المعايير السريرية.
في هذا المقال،
سنستعرض أهم الطرق والآليات المستخدمة في تشخيص متلازمة القولون العصبي، مع
التركيز على أهمية كل منها في التفريق بين القولون العصبي والحالات الأخرى.
1- التاريخ الطبي والفحص البدني:
يبدأ
تشخيص متلازمة القولون العصبي عادة بجمع التاريخ الطبي المفصل. يعتمد الطبيب على
طرح أسئلة حول الأعراض الرئيسية، بما في ذلك مدة الأعراض، وتكرارها، وطبيعة الألم،
والتغيرات في عادات الأمعاء. يهدف هذا إلى تحديد ما إذا كانت الأعراض تتماشى مع
القولون العصبي أو تشير إلى مشاكل أخرى، مثل أمراض الأمعاء الالتهابية أو العدوى.
من الأعراض
الأساسية التي يبحث عنها الأطباء:
- آلام أو انزعاج
في البطن.
- انتفاخ أو شعور
بالامتلاء.
- تغيرات في البراز (إمساك، إسهال، أو كلاهما).
خلال الفحص
البدني، يقوم الطبيب بفحص البطن للبحث عن أي علامات غير طبيعية مثل التضخم أو
الألم الشديد عند الضغط، وهي علامات قد تشير إلى حالة أخرى مثل التهاب الزائدة
الدودية أو انسداد معوي.
2- معايير روما : IV)(
تتضمن معايير
روما
IV ما يلي:
- آلام البطن المتكررة لمدة يوم واحد على الأقل في الأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
- ترتبط الأعراض بتغيرات في حركة الأمعاء (زيادة أو تقليل التردد).
- حدوث تغيرات في قوام البراز (سائل، صلب).
3- اختبارات استبعاد الحالات الأخرى:
نظرًا لأن العديد من الأمراض تشترك في أعراض
مشابهة لمتلازمة القولون العصبي، يلجأ الأطباء إلى إجراء اختبارات معملية وتصويرية
لاستبعاد هذه الحالات. من أهم الاختبارات التي قد تجرى:
- تحاليل الدم: لاكتشاف علامات التهاب، مثل زيادة عدد خلايا الدم البيضاء أو ارتفاع البروتين التفاعلي C (CRP) ، التي قد تشير إلى وجود مرض التهاب الأمعاء.
- اختبار الداء البطني: يُجرى لاستبعاد وجود حساسية تجاه الجلوتين، والتي قد تسبب أعراض مشابهة لمتلازمة القولون العصبي.
- فحص البراز: يُستخدم لاكتشاف وجود عدوى بكتيرية أو طفيليات أو علامات نزف داخلي.
- منظار القولون: قد يُجرى في الحالات التي توجد فيها علامات تحذيرية مثل النزف المستقيمي أو فقدان الوزن غير المبرر، أو في حال كان الشخص فوق الخمسين عامًا للتحقق من وجود حالات أخرى مثل سرطان القولون.
4- اختبار حساسية الطعام:
العديد من
الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي قد تكون لديهم حساسيات غذائية.
يمكن استخدام بعض الاختبارات لتحديد ما إذا كان هناك علاقة بين الأعراض وأنواع
معينة من الأطعمة. من هذه الاختبارات:
- نظام الإقصاء الغذائي: حيث يقوم الشخص باستبعاد بعض الأطعمة المشتبه بها (مثل الألبان أو الجلوتين) لفترة زمنية معينة لمراقبة تحسن الأعراض.
- اختبار عدم تحمل اللاكتوز: للتحقق مما إذا كان تناول منتجات الألبان يسبب تفاقم الأعراض.
- اختبار الفودماب (FODMAP): يتمثل في استبعاد الأطعمة المحتوية على فودماب (الكربوهيدرات المخمرة قصيرة السلسلة) التي قد تثير أعراض القولون العصبي.
5- اختبار الحركة المعوية:
يستخدم هذا
النوع من الاختبارات لتقييم وظيفة الأمعاء وتحركاتها. هناك عدة اختبارات متاحة:
- مانوميتري الأمعاء: يقيس الضغط داخل الأمعاء لتحديد مدى فعالية حركة الأمعاء.
- اختبار التفريغ: يقيم مدى سرعة تفريغ الأمعاء.
- اختبار الهيدروجين التنفسي: يختبر وجود فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، والذي قد يسبب أعراض مشابهة للقولون العصبي.
6- التصوير الطبي:
في بعض الحالات، قد يُلجأ إلى استخدام الفحوصات التصويرية لتقييم بنية الأمعاء
والتأكد من عدم وجود مشاكل هيكلية أو أورام:
الأشعة السينية:
للكشف عن انسداد الأمعاء أو مشاكل أخرى.
التصوير بالرنين
المغناطيسي
(MRI) أو الأشعة
المقطعية
(CT): تستخدم
لفحص الأعضاء الداخلية والتأكد من عدم وجود مشاكل كبيرة.
تنظير القولون:
يُجرى عند الاشتباه في وجود مشاكل أخرى أكثر خطورة مثل التهاب القولون التقرحي أو مرض
كرون أو سرطان القولون.
7- التشخيص النفسي:
بما أن متلازمة القولون العصبي ترتبط بشكل كبير بالعوامل النفسية مثل القلق والتوتر، قد يكون من المفيد إجراء تقييم نفسي للمريض. أظهرت العديد من الدراسات أن هناك ارتباطًا قويًا بين الصحة العقلية وأعراض القولون العصبي.