القولون العصبي: تعريفه، مظاهره، مسبباته، وطرق تشخيصه وعلاجه.

القولون العصبي: تعريفه، مظاهره، مسبباته،
 وطرق تشخيصه وعلاجه.



مقدمة
:

   يعدّ مرض القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome - IBS) من الأمراض المزمنة والشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي، ويعاني منه عدد كبير من الناس حول العالم. يتميز هذا المرض باضطراب في وظيفة الأمعاء، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المرتبطة بالهضم والتي تؤثر على جودة حياة المريض. رغم أنه لا يُعد مرضًا خطيرًا أو يؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة، إلا أن أعراضه قد تكون مزعجة وتؤثر بشكل كبير على راحة الشخص المصاب.


تعريف القولون العصبي:

   القولون العصبي هو اضطراب وظيفي في الأمعاء الغليظة، حيث تتأثر حركة الأمعاء دون وجود سبب عضوي أو مرضي واضح. يتميز هذا الاضطراب بحدوث ألم في البطن، وانتفاخ، وتغيّرات في حركة الأمعاء قد تكون على شكل إسهال، إمساك، أو تناوب بينهما. يُصنّف القولون العصبي ضمن الاضطرابات الوظيفية؛ مما يعني أنه لا يوجد خلل مرئي في الجهاز الهضمي عند فحصه، لكن الجهاز لا يعمل بالشكل الطبيعي.



مظاهر القولون العصبي:

تختلف أعراض القولون العصبي من شخص لآخر وقد تشمل:

  1. ألم البطن: يحدث عادة في المنطقة السفلى من البطن ويخف بعد التبرز.
  2. تغييرات في نمط حركة الأمعاء:مثل الإمساك أو الإسهال أو تناوب بينهما.
  3. الانتفاخ والغازات: الشعور بالامتلاء والانتفاخ هو من الأعراض الشائعة.
  4. وجود مخاط في البراز: قد يلاحظ البعض وجود مادة مخاطية عند التبرز.
  5. شعور بعدم الاكتمال بعد التبرز: قد يشعر المريض بالرغبة في التبرز مجددًا حتى بعد إتمامه.

مسببات القولون العصبي:

   رغم عدم وضوح الأسباب الحقيقية وراء الإصابة بمرض القولون العصبي، إلا أن هناك عوامل متعددة قد تسهم في ظهوره:

  •  عوامل نفسية: يُعتقد أن التوتر والقلق والاكتئاب قد تلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم أعراض القولون العصبي.
  • الهرمونات: تظهر الأعراض بشكل أكبر عند النساء، وخاصة خلال فترة الدورة الشهرية، مما يشير إلى دور محتمل للهرمونات في تحفيز المرض.
  • حساسية الأمعاء: قد يكون الأشخاص المصابون بالقولون العصبي لديهم حساسية مفرطة تجاه بعض الأطعمة أو المشروبات.
  • اضطرابات في حركة الأمعاء: قد يحدث بطء أو سرعة غير طبيعية في حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإمساك أو الإسهال.
  • التهاب بسيط في الأمعاء: على الرغم من عدم وجود إصابة واضحة، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن التهابات طفيفة في الأمعاء قد تكون من مسببات المرض.

تشخيص القولون العصبي:

  يعتمد تشخيص القولون العصبي بشكل رئيسي على الأعراض التي يشكو منها المريض. ويتم استخدام بعض الاختبارات لاستبعاد الأمراض الأخرى التي قد تتشابه في الأعراض مع القولون العصبي. وتشمل هذه الفحوصات:

  1. الفحص السريري: يقوم الطبيب بسؤال المريض عن تاريخه الطبي والأعراض التي يعاني منها.
  2. تحاليل الدم والبراز: لاستبعاد أمراض مثل الداء البطني أو التهاب الأمعاء.
  3. الفحص بالأشعة: مثل التصوير بالأشعة السينية أو المقطعية للكشف عن أي مشاكل في الجهاز الهضمي.
  4. التنظير الداخلي: يُستخدم للتأكد من عدم وجود أمراض مثل التهاب القولون التقرحي أو سرطان القولون.

علاج القولون العصبي:

    لا يوجد علاج نهائي لمرض القولون العصبي، ولكن يمكن التحكم في الأعراض من خلال مجموعة من التدابير التي تشمل:

  • تجنب الأطعمة المهيجة: مثل الدهون، الأطعمة المقلية، والتوابل الحارة.
  • زيادة تناول الألياف: تساعد الألياف في تحسين حركة الأمعاء، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من الإمساك.
  • تجنب الأطعمة المسببة للغازات: مثل الفاصوليا، والبروكلي، والمشروبات الغازية.
  • يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل، اليوغا، والتنفس العميق لتخفيف حدة الأعراض الناتجة عن التوتر.

   وبالنسبة للعلاج الدوائي فيمكن الإشارة إلى: 

  1.  مضادات التشنج: تُستخدم لتخفيف تقلصات الأمعاء وتخفيف الألم.
  2. الأدوية المضادة للإسهال أو الملينات: بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض.
  3. مضادات الاكتئاب: تُستخدم في بعض الأحيان لتخفيف أعراض القلق والاكتئاب المصاحبة للمرض.

إضافة إلى ما سبق هناك أيضا العلاج السلوكي المعرفي، والذي قد يكون مفيدًا لبعض المرضى الذين يعانون من القولون العصبي المرتبط بالتوتر.


الخاتمة:

   ويبقى مرض القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على حياة الفرد بشكل يومي، لكنه ليس خطيرًا. ومع التعديلات الغذائية، وإدارة التوتر، والعلاجات المناسبة، يمكن للمصابين التحكم في أعراض المرض بشكل كبير والاستمتاع بحياة طبيعية إلى حد كبير. ويُنصح دائمًا بالتواصل مع الطبيب لمتابعة الحالة وتجنب المضاعفات.

تعليقات